اذاعة موريتانيا مسيرة تجديد تستحق الإشادة بقلم :آمنة /أجيون

 

انواكشوط – يونيو 2025

منذ توليه قيادة إذاعة موريتانيا، حمل الدكتور عبد القادر ولد اعلاد على عاتقه مسؤولية النهوض بهذه المؤسسة الإعلامية الوطنية، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا: إعادة الاعتبار لدور الإذاعة كمحرّك للوعي، ومنصة للثقافة، وجسر للمعرفة والتنوير.

بروح وطنية صادقة، وبإخلاص قلّ نظيره، انطلق المدير العام في مسار إصلاحي عميق، شمل جوانب متعددة من العمل الإذاعي، بدءًا من تطوير الهيكلة الإدارية، ومرورًا بتحسين أوضاع الموظفين والمتعاونين، ووصولًا إلى تجديد المحتوى الإعلامي وتوسيع الحضور الجهوي للمؤسسة.

ومن بين أبرز منجزات هذا العهد، برزت إذاعة الثقافة كمنبر نابض بالحياة، يعكس نبض الإبداع الموريتاني في مختلف تجلياته. فقد شهدت برامجها تحولًا لافتًا، إذ:

سلطت الضوء على الشعر والموسيقى والفنون المحلية،والتراث الموريتاني والأصالة والتقاليد.

رافقت الأنشطة الثقافية في مختلف ولايات الوطن.

فتحت أبوابها أمام المفكرين والأدباء لتقديم خطاب معرفي يعزز الانتماء ويرتقي بالذوق العام.

هذا التوجه الثقافي لا ينبع من فراغ، بل يعكس إيمان الإدارة العامة العميق بأهمية الثقافة كأداة لبناء الذات الوطنية وترسيخ القيم

في المجال الديني، كرّس الدكتور عبد القادر جهوده لتعزيز مكانة إذاعة القرآن الكريم، فدعم برامجها بعناية، مع الحرص على:

تقديم خطاب ديني وسطي مستند إلى مرجعية علمية.

ربط المسائل الشرعية بسياق العصر وهموم الناس.

تفعيل المجلس العلمي كمكوّن رقابي وتوجيهي، لضمان جودة البرامج والتزامها بمسؤولية الكلمة وأمانة التوجيه.

وقد حظي هذا المجلس بتقدير خاص من الإدارة، تعبيرًا عن الاحترام لدور العلماء والمربين في صيانة خطابنا الديني من الانحراف أو التسييس.

ومن المحطات الإنسانية اللافتة في مسيرة المدير العام، معالجة ملفات المتعاونين الذين طال انتظارهم لإنصاف مستحق. لقد كان حضوره مناسبة لتحويل الأمل الذي طالما بدا سرابًا، إلى واقع ملموس؛ بإدماج من خدموا المؤسسة لسنوات طويلة في ظروف صعبة، دون يأس أو تذمر.

إن ما حققه الدكتور عبد القادر ولد اعلاد يُترجم رؤية قيادية تؤمن بأن الإعلام ليس مجرد وسيلة ترويج، بل هو مشروع وطني متكامل لبناء الإنسان وترسيخ القيم، وتعزيز الوحدة الثقافية والفكرية للمجتمع.

وبهذا النهج المتوازن بين المهنية والهوية، بين المعاصرة والأصالة، تمضي إذاعة موريتانيا بخطى ثابتة نحو استعادة دورها الريادي، بإعلامٍ يخاطب العقل، ويصون الذوق، ويزرع الأمل.

له منا كل التقدير والثناء، على ما قدّمه ويقدّمه من عمل مخلص في خدمة الإعلام والثقافة والدين في وطننا العزيز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى